مراجعة للصديق حسن علي سلطان
رواية (احدب نوتردام) لـ.. فكتور هيجو.
لست ناقداً ولاكاتباً ولا حتى قارئ متمرسا او حاذقا.. بل انا كسول حتى في ذائقتي الادبية.. اذ لا اكلف نفسي بسبر اغوار الادب الرائعة واميل الى ماهو اقرب لروحي( ايمانا مني بأن للادب ذوق خاص) فلازال الكسل يضرب اطنابه ويخيم عليّ.
هذه الرواية من الادب العالمي التي حافظت على غضاضتها وعذوبتها ..فلها عطر يسرق المشام في كل زمان ومكان ،والعلة.. انها تلامس ظاهر الواقع وباطنه حيث( البؤس والتعاسة والصرع الديني والدنيوي)
اغلب احداث الرواية تتمحور في كنيسة نوتردام في باريس عام 1482 وهي من النوع الدرامي والمأساوي .. الكثير منا.. نحن (الكهول) اطلع عليها ..وهي فرصة ودعوة للشباب، للاطلاع على هذا التراث الرائع.. يسهب الكاتب في سرد حيثيات دقيقة ومملة في مقدمة الرواية وهي دعوة منه بصورة غير مباشر لاطلاع القارئ على تراث فرنسا في القرون الوسطى ..ثم ينطلق الكاتب بسرد لاتكاد ان ترفع رأسك وانت متفاعل مع الاحداث ..وكأنك تعيش تلك الاجواء في نوتردام.. الصراع مابين الذات المعذبة والمكتوية بنار الحب الذي تذكي جمرته تلك الغجرية الاسميرالدا.. التي تتهافت النفوس وتذوب الارواح في حبها.. الغجرية التي تأسر بحبهاكل من :
-(دوم كلود) كاهن وعالم نوتردام المسيطر على جميع الامور.. دوم.. الذي يقع اسيرا لحب الغجرية.. يفعل كل ماهو حسن وبشع من اجل ان ينال رضا الغجرية ..لكنه يفشل بكل محاولاته..
-جرنجوار( الشاعر والمعلم) وكاتب المسرحيات صاحب الاسمال المرقعة ومفلس الجيب حتى من حبة الرز اليابسة، هو الجبان الذي لم يحظ بلحظة حب واحدة من الاسميرالدا رغم محاولاته..
-كوازيمودو( قارع اجراس الكنيسة)..الابن بالتبني للكاهن دوم.. الاحدب البشع المطيع الذلول لوالده كلود.. حبيس الكنيسة وهو الشخصية الاكثر الماً وحزناً فلاتكاد ان تمر بسيرته حتى تنهال منك ميازيب الدمع.. كوازيمودو.. ابشع صورة.. لأجمل قلب وروح واخلص واطهر من حبَّ الاسميرالدا ..إلا انه كغيره لم ينعم ببسمة واحدة من ثغرها الجميل.. الاحدب والاصم ذا القوة الخارقة الذي يتلاعب بأجساد الرجال كما يتلاعب الطفل بالدمى..كوازيمودو( عملاق محطم قد فسد تلاحم اجزائه.. ذا العين الواحدة.. انه الشيطان المسكين.. رأس كبير تكاثف فيه شعر اصهب وبين كتفيه حدبة برز جانبها الاخرمن الامام وجهاز الافخاذ والارداف قد ضللت اجزاؤه بصورة غريبةبحيث لاتتلامس الا بالركبتين،فأذا نظرت اليه من الامام ظهرت وكانها منجلان تلاقيا عند القبضة، اقدامه عريضة ،ويدان مخفيتان بشعتان)
- فوبيوس قائد فرقة الرمات في حرس الملك.. الذي تهيم الغجرية الاسميرالدا في حبه وتضحي بحياتها من اجله.. الشخصية التي لاتعرف الحب الحقيقي..ناكر للحب ..خداع ..
- الاسميرالدا( الغجرية الراقصة)التي احبها الجميع.. والتي طالب بقتلها الجميع إلا كوازمودوا.. الغجرية ذات الستة عشر عاما بطولها الفارع وشعرها الاسود وساقيها الممشوقتان وعينيها الواسعتان الامعتاب اللتان تبرقان حيثما دارتا وكتفيها العاريتان ..(كائن بشري او شيطانة من الجن او ملاكاً)..
-دجالي.. العنزة البيضاء ذات القرنين الذهبيتين واضلاف ذهبيةوعقد ذهبي.. التي تقلد حركات وتصرفات رجال الدولة..
الاسميرالدا التي تجوب المدن من اجل لقمة العيش يحكم عليها ظلماً بالموت بتهمة السحر مع عنزتها دجالي.. الكاهن دوم.. يعمل كل مابوسعه من اجلها لكنها ترفض جميع العروض التي قدمها لها الكاهن.. لانها احبت فوبيوس القائد الغير مكترث بحبها.. يتفق جميع اللصوص والفقراء والتاعسون من اجل انقاذ الغجيرية قبل اعدامها ..يقاتل كوازمودوا من اجل الغجرية ظناً منه ان هؤلاء اللصوص والفقراء جاءوا لقتلها ..فيستبسل في دفاعه عنها فكان يمثل كتبلة كاملة من القوة ..دفاعاً عنها وهو لايعلم بأنهم هبوا لنصرتها..
تُخطف الاسميرالدا من الباب الخلفي للكنيسه المطل على النهر.. ثم تعدم والاحدب ينظر لبريق رقبتها المتدلي على الحبل..
يعثر على جسد كوازمودو ملتسق بجسد الغجرية بعد اعوام من حفر قبرها.. وقد عرف جسدة لكثرة العلامات الفارقة في جسده..
الرواية اكثر من 400 صفحة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق