إنضم إلينا

صديق الصفحة صلاح قيصران يكتب لنا خاطرة بعنوان كانت قوية

صديق الصفحة صلاح قيصران يكتب لنا خاطرة بعنوان كانت قوية


نُقش العذاب على صفحاتها البيضاء، كانت كالياقوتة، وردة تزداد اشراقتها مع كل دقيقة ... مِلؤها عطر الياسمين يفوح من داخلها ليشكل سيلا بكل ألوان الحب الممزوج بالعطف والأمل...
أيّام جميلة ولّت
فوجئت بمفترق طرق.. زحمة هي بين الوهم والواقع واقفة تحت مظلة... تحتمي من زخات العزلة... الوجع كان رفيقها الدائم يتربص بها كلّما ضاقت أنفاسها... يبتلع توهّجها ليطفئ شرارة الأمل بداخلها ويترك لها سحبٌا محمّلة بالخوف والضياع...
تَتُوه الكلمات وتنجلي العبارات أمام مايُسمى بالقدر... القدر الملعون!
كانت تختفي مع كل يوم ينقظي وهي من كانت تظن أنها فارسة اليوم والغد..
لطالما أجادت خداع نفسها بحياكة أروع المعاطف وأدفئها لتحتمي بها من خلوة الوحدة وأعاصير الرهبة ولِتظهر أمام العامة بمظهر االفتاة القوية ... وهي التي كانت تئن بداخلها كلما اختلت بنفسها، تعرف أن ما بداخلها قد هُدم.. وشاحها، معطفها... كلّها قد نُسجت من الدموع!
ولأن المدن الجميلة العتيقة إنْ غاب عنها ملائكتها تندثر حجرا حجرا _وتُنسى كأنها لم تكن يومًا_ اختارت أن تبقى على الهامش هناك حيث تكون هي فقط تلملم ما تبقى من ذكريات الماضي؛ ذلك الماضي الجميل..
روح بريئة تسكن جثة مثقلة بالفجوات،
روح شريدة تسكن قلبا زهريّا في هندام فتاة..
فُتات فتاة... تلك التي في جوفها ألف حرف؛ ألف كلمة لمعنى الألم..
حافظت على نقائها، صدقها، تلقائيتها، عطفها، عفويتها وصراحتها.. حافظت على قوتها، صمودها، مواجهتها، ابتسامتها، استمراريتها، رباطة جأشها وحِلمها.. حافظت على الخير بداخلها..
أحبت كيانها برغم كل الأحداث المميتة حولها... برغم كل تلك الثقوب ...
حتى انهارت أمام جبروت القدر ورضخت للواقع معلنة نهاية الرحلة،
رحلة قناع الصمود والقوة،
قناع الكبرياء...
ذرفت آخر دموعها واتخذت من المنيّة سبيلا للخلاص
ومن طوقِ الاحزان شراعا تهاجر به
الى بحر الهلاك
كانت قوية...




















شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق