المبدع رشدي مازيغ يكتب لنا
بينِي و بينكْ بُندقية
آه يا هذا أين نحن .. ؟
نحن في قلب العالم و بقيت لنا برهة واحد لنقذف من رحم هذا المكان المشؤوم لقد أصابنا وابل الحضارات
بالبؤس و صراع الناس بالتعب ، لا أعلم ما ساحكيه لك لكن تيقن يا صديقي بانك ستجد الطريق بنفسك
و تكتشف اكثر مما اكتشفته انا لقد إكتفيت بما رايت هنا في هذا العالم و للاسف مازلت سارى أكثر مما
رأيت لكنني سأحكي لك سبعة أبواب من أبواب هذا العالم الذي إنطويت فيه و كبرت بألامه و آهاته و حقاراته و صدقاته و شروره .. ،
هل أنت تستمع لي ؟
أجل حسنا ، ارمي بصرك لي و إفتح أذنك جيدا و استمع بقلبك لما ساقوله لك ..
أما الباب الأول فهو بإسم الموسيقار إسحاق ألبينيز قد تحتار يا هذا ؟ ما علاقة الباب الأول بالموسيقى و هذا الإسم الذي لا أعرف عنه شيئا حسنا سأبدا لك بوصفي لهذا الباب الغريب كما نعلم جميعا أن الفن هو أحد الأشياء التي جعلت من الجميع ينسى آلامه و أهدافه و حقوقه فجعل من الفن وسيلة ثانية لإيصال صوته بإسم الموسيقى إخترع لنا إسحاق سحر البيانو و جعل من أصابع الندم تروي كل حكاية عاشها القلب في هذا العالم قد تقول لي أن بيتهوفن هو ساحر البيانو و هو الأطرش الذي غير لنا الطريق بسحره لكن نحن نتحدث فقط عن العالم الحاضر و لن نتحدث عن الماضي قط .. ، فالموسيقى هي طرد روح الوهم و العجز داخل كل كائن بشري .
أما الباب الثاني فهو باسم مدام كلود قد يتسائل البعض من هي مدام كلود ؟ لكن هذا الباب من أشهر أبواب العالم التي مازالت تحتفظ بهذا الإسم كاوسمة تذكارية على جدرانها الخبيثة هي جعلت من عاصمة الجن و الملائكة تغرق في الدعارة و توسعت تلك الإمبراطورية لتشمل كل بلاد نابليون و أوروبا و العالم حيث يسكن الشيطان في اسم تلك المراة الفاتنة تلك العجوز الشمطاء التي ماتت و تركت من قبرها يمتلىء وردا بعدد الملاهي التي بنيت بإسمها .
أما الباب الثالث فهو بإسم الحرب لاشيء أسو من الشيء الذي خلقه الإنسان ! قد تحتار مالذي أقصده بهذا الكلام ، لكن أجل لا شيء بذلك السوء الذي خلقه بني جنس البشر لقد إخترعوا لنا ، القتل ،الحرب البؤس و التشرد جعلوا من العالم يغرق في عتمة سوداء تحت غيمة سوداء بين ضباب أبيض لا المطر يمحيه و لا الشمس تُريه .. ، خطيئة قابيل تطورت لاقصى حدودها في زمننا لكن لن نلوم قابيل لانه مات حزنا و ندما على ما فعل عكس دبابات الوهم الأسود التي تقتلنا باسم السلام لا حسرة ولا ندم .
أما الباب الرابع فهو بإسم الموت هل يموت العالم بموتنا ؟ هل سيموت بموتك ؟ هل ستموت ؟ تتعدد الأسئلة و إجابتها واحدة و هي أن الموت سيف لا يجيد الا القطع لن نطيل عليكم بهذا الباب لان الموت لا يختار أحد بل يختار الجميع من كل الكائنات
أما الباب الخامس فهو بإسم السلام الكل يعرف مقولة إن لم أحترق أنا و إن لم تحترق أنت فمن سينير هذا العالم لقائلها غيفارا الثوري المعروف في كل بقاع العالم لإنارة هذا العالم يجب على الجميع نزع الرصاص من بنادقهم ووضع الورود بدلها و إطلاقها على الجميع لكي ننعم بالهدوء و السلام الذي يريده الجميع و الذي يتمناه الجميع الذي يحلم به الصغير قبل الكبير
أما الباب السادس فهو بإسم الفتنة أجل الفتنة التي يرتديها معظم الناس و التي تفرقت لاشياء متعددة نعرف عنها القليل مثل السياسة التي انهكت الجميع ، .. التي ابادت حقوق الجميع و شردت ابناء الجميع و وعدت الجميع بوعود كاذبة ، .. ظاهرها حسن جميل و باطنها شر قبيح ، .. ارتدت ميدالية النفاق و وسام الكذب و فازت بكأس الخبث ، .. لا يعلمون ان الفتنة اشد من القتل و ان قذف الناس لبعضهم البعض لا يولد الا الفجور و العصيان و التمرد
أما الباب السابع فهو بإسم الدين كما نعلم ان الدين لا يقدم العزاء لمؤمن ينهك بالشر نفسه لا يقدم العزاء لمخلص ينكث بالوعد وفاءه لا يقدم العزاء لشيخ مات منافقا مع حسن سيرة حياته لا يقدم العزاء لبطل مغوار انهك بالسيف بني جلده لا يقدم العزاء لرئيس لم يهتم بشعبه لا يقدم العزاء لكل فرد يحمل وجهين و لكل وجه يحمل شرا باديا في بؤبؤ عينيه الدين مجرد رسالة من عمق الجحيم ، .. تحررت لتحرر الجميع .
إكتملت الأبواب و يبقى باب واحد مفتوح و هو بابك أنت لكي تستوعب ما قيل و تعمل بما يقال هنا أو هناك أو ما يقال في قلبك لاختيار الطريق الصحيح و إنارة المكان بفوانيس الصدق و طرد روح الشر التي تقبع في كل ظلام . بيني و بينك بندقية هي مجرد خربشة رصاص على حائط انت تقراه الان فكن شخصا لا شخصان كن صوتا للجميع لا صوتان لشخصين او شخص واحد ، كن فريدا من نوعك يا صديقي فالعالم الذي تعيش فيه لا يرحم
0 التعليقات:
إرسال تعليق