رشيد أمير يبدع و يكتب لنا
يقبع الألم عميقا عميقا... يتخذ من الروح ملجأ، ومن القلب منبعا يصب منه ليسقي الجسد تعبا... ليسقي الجوارح نصبا.
ويرتفع الأمل عاليا عاليا... يتخذ من الروح خريطة، ومن القلب سحابة تسقي الجسد حياة... تسقي الجوارح جموحا.
وبينهما هالة من ظل ونور؛ يتعثر الإنسان بين دروبها، يستكشف باطنها الغامض... يرصد بريقها... يتهادى بين موجاتها كزورق ورقي، أو كطير من الأوريغامي...
هالة من ظل ونور... تصنعان حقيقته المتقلبة، واقعه المتوازن... فلو عاش كل عمره في نور الأمل هلك، أو عاشه في ظل الألم هلك كذلك... فهو يدنو من هذا ليشفى من هذا...
كحاله في يوم خريفي، إذا جلس في الظل أصابه برد، أو فر إلى الضوء أصابته الشمس بأشعتها الحارقة...
الإنسان كائن محكوم عليه أن يمضي عمره بين ظل وحرور، بين حزن وسرور، حاجة تحكم طبيعته كحاجته للسكر والملح في طعامه، كحاجته للصيف والشتاء في أيامه، كحاجاته المتوازنة...
لغة الأضداد؛ سر هذا الكون، الذي خلق سخريا لهذا الإنسان... فلو أصاب الفرح كل البشر فذاك خلل، أو طالهم حزن جميعا فهو خلل اشد...
ولو كان كل إنسانا عالما، ففي الأمر خطر، ولو جهلوا جميعا، فالخطر أشد...
فكل ضدين في محيط وعمق هذا الإنسان إذا غاب أحدهما ألغى معه الآخر...
خلاصة القول: تقبل حقيقة ضعفك إلى جانب قوتك، وواقع سقمك بعد عافيتك، بل شبابك ثم هرمك، وكل ضدين يصنعان وجودك... ويوازنان أيامك ومجرى حياتك...
فإن تمصلت عن هذه الحقيقة واتبعت ما يرغبه قلبك وفقط، فأنت تتبع طيفا يتوارى خلف سراب... ستعبك السير للوصول إليه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق