سماح زهرمان تكتب لنا
قَطَعتُ وعدًا على نَفسي يومَها أَن أهجُرَ الكِتابة ، أَن أَنسى دوائي و أَسُدَّ مُتَنَفَّسي الوَحيد.
قَويةً كنت ، أبحثُ عَن راحَتي ، و أرسمُ الأوراق مِن حبري سخيًا لِيُفجرَ براكينَ وجعٍ مَكبوت. يائِسةً كنت ، من كلِّ شيءٍ إلّا من حَقّي في الكتابة ، معزولةً عن عالم البشرِ ، صديقةً لأوراقي و أقلامي، لكنّني سَقطت. ما كنتُ يومًا جارحةً أو مُتعِبة ، ابتعدتُ هجرتُ نسيتُ بكيتُ و اختنقتُ بمفردي ، و ما درى عنّي صاحبٌ ولا قريب. كلُّ السوادِ تحت عيني ، لا يضاهي اسودادَ قلبي و ظلمةَ فؤادي ، و ألمُ المرضِ كله لا يعني شيئًا أمامَ ألمي.
أموجوعونَ من كَلِمي حقًا ؟
ياه.. ياهٍ يا معشرَ البشر ، ألا يحِقُّ لي أن أكونَ المتألمَة الوَحيدَة به؟ أعيشُ عذاباته و أنهش من خيوطِ الذِّكرى وَجعي و أزدرِ السَّعادة خوفًا من خِيانتِه ؟
قَلمي كَسرتُه لأَحُدَّ من أَوجاعِكُم ، لكنَّني بِتُّ ضعيفة..
ضعيفةً مكسورة ، بعدَ أن سَلبتُم مني مَرهمَ اِحتراقي.
وَلَّيتُكم أَنا قِبلَةَ روحي
عهدت فيكُم الصِدق و الوَفاء
صِرتُم مِلحًا فوقَ جُروحي
تزيدونَ فِيَّ العناءَ عناء
سامَحَكُمُ الله.
0 التعليقات:
إرسال تعليق